آداب الحديث :
حاول أن تكون منصتًا ومستمعًا أكثر من أن تكون متحدثًا ، وفكر جيدًا في صفة كلامك قبل أن تنطق به
، وانتق مفرداتك بشكل جيد ، ولا تتحدث فيما لا تفقه به أو ما لا يتوفر لديك معلومات كافية عنه ، ولا ترفع
صوتك ، ولكن تحدث بشكل هادئ وطبيعي ، ولا تقاطع محدثك بحديثك حتى وإن كان لديك توضيحًا أو
اعتراضًا ما لم يتوجه لك باستيضاح أو سؤال ، ولا تكثر من الاعتراضات حتى وإن كنت على حق، وإن
كنت لا بد فاع ً لا فحاول أن يكون ذلك بطريقة لطيفة ولبقة، وحاول أن يكون الحديث في نفس المجال الذي
حدثك به، ولا تبادر في فتح مجال جديد للحديث حتى تعرف توجهات من تجالس ، فقد تتحدث بما لا يناسبه
أو يمسه، وإن كان لا بد من أن تبدأ أنت الحديث حاول انتقاء الموضوع الشيق ، ولا تحرص على التحدث
فيما لا يصدق حتى وإن كان ذلك حقيقيًا وحدث بالفعل ، ولا تحرص على الإسهاب بحديثك، وأعط من
يجالسك الفرصة في أن يشاركك ، وابتعد عن الغيبة والنميمة وكثرة الانتقادات .
إن كان لقاءكما هو الأول فلا تتحدث كثيرًا عن نفسك حتى لا تبدو في نظره نرجسيًا، ولا تتكلف ما ليس
فيك ، وعليك أن تتحدث بكلمات مفهومة ، وأن تركز أفكارك حتى تبدو أكثر ثقة بنفسك ، وألا تكثر من
الحديث عن عملك وحياتك الخاصة فتبدو ثرثارًا ليست لديك أي خصوصية، وابحث عن مجالات الحديث
العامة المشتركة.
وحتى وإن كانت لقاءاتك معه كثيرة هناك أمورًا خاصة لا يليق بك الحديث عنها في حياتك الخاصة ، ولا
تسأل أيضًا في أموره الخاصة ، وإن حاول هو الحديث عنها حاول أنت أن تبتعد في حديثك عن الخوض فيها
حتى وإن كانت هناك مناسبة للمشاركة
رابعًا – حقوق الصحبة :
نصل الآن إلى المرحلة الثانية من حسن التعامل بعد أن تخطينا مرحلة التعارف ، لنعرف حقوق وحدود
الآخرين ولا نتعدى عليها ، فمن السهل علينا أن نكسب حب الناس ولكن المحافظة على هذا الرصيد هو
الصعب .
إن من أهم حقوق رفاقك عليك المحافظة على ما يدور بينك وبينهم ، وأن تحفظ لهم الود والاحترام ، وأن
تبتعد عن المزاح الثقيل والكلام الجارح ، والأدب والتهذيب مطلوبان مع جميع الناس حتى الأقارب منك مهما
بلغت درجة العلاقة والقرب ، فمن يزرع الحب لا يجني إلا الحب ، ولتعلم أن الناس كالمرآة لا يعكسون إلا
ما يقع أمامهم .
حاول أن تبتعد عن الأنانية وحب الذات ، فهي تجعلك منبوذًا يتجنبك الآخرون ، وحتى وإن ابتليت بها
حاول أن تتخلص منها بالتدريج ، والأمر قد يبدو صعبًا لكنه ليس مستحي ً لا ، ودرب نفسك على ضبط
أعصابك والابتعاد عن الغضب ، فالحلم مصدر سعادة لك لأنه يقربك من الناس في الدنيا ومن الله في الآخرة
.
لا تكن لوامًا ، ولا متبرمًا كثير الحجج ، ولا مستكبرًا ولا بخي ً لا ، وإن أخطأت فبادر بالاعتذار، وتعامل
مع الآخرين بصراحة ووضوح متلمسًا اللطف واللين فيها ومبتعدًا عن الوقاحة وقلة الذوق، وعليك بالحياء
والتواضع فإنهما من سمات الأنبياء، وحاول أن تبتعد عن نقل الأخبار السيئة حتى لا يربط الناس بينك وبينها
، وتذكر أنه ليس كل ما يعلم يقال.
حاول أن تبدو متعاونًا مع الناس عندما يطلب منك المساعدة ، ولا تحرج أحدًا في قضاء حاجاتك ،
واحرص على استغلال المناسبات السعيدة في التهنئة ، ولا تنس المواساة في الأحداث المؤلمة ، ففي هاتين
الحالتين ترسخ الأفعال والمواقف في الأذهان .
اختر الأوقات المناسبة دائمًا لطلب حاجتك ، وإن حدث وإن صادف لك حاجة عند أحد وكان الوقت غير
مناسبًا فغض النظر عن طلبها فإن بأحد .تفقدها خير لك من أن تفقد معها علاقتك